مقدمة

قامت المدارس في السنوات الماضية بمجهود جبار في محاولة لنقل التعليم التقليدي إلى مستويات جديدة تواكب التطور السريع الحاصل في حقل المعلوماتية والتكنولوجيا. هذه التطورات وضعت المدرّس في مواجهة مستمرة وحثيثة مع مصادر المعلومات الكثيرة التي تحيط بالطالب خارج أسوارها من رسائل جوال، تلفاز، وصولاً إلى الانترنت. تتميز مصادر هذه المعلومات بسرعة إيصال المعلومة واختصارها وطريقة عرضها المغرية. هذه المصادر تجعل طريقة الالقاء المعتمدة في التدريس في مجتمعاتنا طريقة مملة ورتيبة مقارنة بما يحيط بها؛ فلم يعد المدرس المصدر الأساسي للمعلومات حتى في مادة تخصصه.

تاريخ وتطور استخدام التكنولوجيا في المدارس

بدأت فكرة استخدم التكنولوجيا في الصف منذ بداية الثمانينات. بدأت باستخدام أجهزة عرض الشرائح والشفافيات، ثم انتقلت إلى أجهزة الفيديو لمشاهدة الأفلام العلمية إلى أن وصلت إلى استخدام اجهزة الحاسب الآلي بشتى الطرق الممكنة.

ولكن تتطور استخدام التكنولوجيا لم يقتصر على استخدام الأجهزة الحديثة ولكن فلسفة هذا الاستخدام شهدت عدة مراحل من التطور:
  1. بدأت كأجهزة عرض فقط تستخدم في عملية التلقين
  2. ثم انتقلت الى استخدام البرامج التفاعلية. شهدت هذه البرامج قفزة نوعية خاصة بعد ظهور لغات برمجة عديدة مثل Flash Java.  وبهذه المرحلة انتقل الاستخدام من مجرد تلقين إلى اشراك بسيط للطالب في عملية التعليم.
  3. ثم انتقلت إلى مرحلة الدمج مباشرة في المنهج حيث يكون للطالب دور أساسي في عملية التعلم ويكون المدرّس قد انتقل من دور الملقّن والمحاضر، كما هو الحال في عملية التعليم (Teaching) إلى دور الموجه والمشرف على عملية التعلم (Learning).
  4. ثم وصلت إلى الأنظمة المتكاملة التي تدعم عمل المؤسسة التعليمية في كل نواحيها (ELMS)
لم يقتصر التطور الحاصل في فلسفة دمج التكنولوجيا فقط داخل الفصل الدراسي، ولكن انتقل إلى كل نواحي المدرسة:الادارة، الدرجات، الحضور والغياب، التواصل بين المدرسة والبيت....

منذ بداية ظهور اهمية التكنولوجيا ظهرت مؤسسات تعنى في دراسة وتنظيم عملية دمج التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم. معظم هذه المؤسسات مولتها الحكومات الأمريكية المتتالية بالإضافة إلى بعض المؤسسات الخيرية التي تعنى مباشرة في التربية.

وضع وتطور التكنولوجيا في مدارس نجد

ما تم إنجازه حتى الآن في المدارس يعتبر تقدماً جباراً مقارنة بما تم انجازه في الكثير من المدارس في المملكة العربية السعودية.

تظهر هذه الاستعدادات بما يلي:
  1. تجهيز المعدات اللازمة والشبكات وأجهزة الكمبيوتر وسبورات تفاعلية (Hardware ).
  2. الانترنت وموقع المدرسة:من حيث جعل الموقع بوابة للتواصل بين اولياء الأمور والطلاب والمدرسة بكل مكوناتها (إداريين ومدرسين).
  3. كما ظهرت هذه الاستعدادات في تنمية المهارات الأساسية في استخدام الحاسب الآلي (Basic computing skills) عند المدرسين المحتاجين لذلك.
  4. اختيار بعض البرامج (Software) وشرائها والقيام بورشات عمل لتدريب المدرسين على استخدامها.
المدرسون

يعتبر التطوير المهني للمدرس من أهم ما يؤمن التقدم المستمر في عمل المدارس وتطورها. قمت بالتحضير لعدد من ورش العمل العامة للمدرسين والمتخصصة لدوائر الرياضيات والعلوم واللغة العربية واللغة الانجليزية والاجتماعيات.

والتالي بعض مواضيع ورش العمل العامة:
  1. تعريف المدرسين على أنواع الملتيميديا المتوفرة والتي يمكن استخدامها.
  2. مبادئ تعلم البرامج (Software) الجديدة. هذه المبادئ تنطبق على تعلّم كافة البرامج التي قد يضطر المدرس إلى استخدامها مثل البوربوينت وبرامج السبورة التفاعلية على أنواعها.
  3. استخدام الانترنت في التعليم (طرق البحث، إيجاد المواقع المناسبة لاستخدام الطلاب، طرق تنزيل الملفات المطلوبة من الانترنت).
  4. ورش العمل.
الطلاب

اشراك الطلاب في العملية التربوية هو الخطوة الأساسية للانتقال من عملية التعليم والتلقين إلى عملية التعلّم. وتعتبر التكنولوجيا من أهم الوسائل للبدء بهذه العملية. مشاركة الطلاب تتجلى فيما يلي:
  1. جعل مصادر التعلم متوفرة بين أيدي الطلاب في المدرسة وفي المنزل
  2. مساهمة الطلاب في تأمين مصادر تعلم خاصة بهم ومشاركتها مع زملائهم
  3. توزيع نشرات دورية على الطلاب تتميز بالتوجيه والتعليم على استخدام التكنولوجيا.
أولياء الأمور

يعتبر أولياء الأمور من أهم العناصر الفعالة التي يتم إغفالها وعدم استغلالها والاستفادة منها في العملية التعليمية والتعلمية للطلاب. سنحاول اشراك أولياء الأمور قدر الإمكان وبقدر ما تسمح الظروف التقنية والاجتماعية عن طريق النشرات والرسائل التي تبقيهم على اطلاع ومتابعة ما يتم تقديمه لأولادهم.